قفزت أسهم شركة “ليفت Lyft” لخدمات النقل التشاركي بنسبة 21.2% ليصل سعر السهم إلى 87.24 دولار، في أول يوم لتداولها في سوق ناسداك، بعد أن بلغت قيمة الشركة 24.3 مليار دولار، في الطرح العام الأولي للشركة، الذي شمل 32.5 مليون سهم.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتطلع فيه شركة “أوبر Uber” أن تقدر قيمتها بـ 120 مليار دولار عند إدراج أسهمها للاكتتاب في البورصة الأميركية، هذا العام.
أكبر شركة ناشئة خاسرة مالياً تطرح أسهمها في البورصة
وجمعت «ليفت» 2.3 مليار دولار من الطرح، علماً بأنها سجلت خسائر في العام الماضي بقيمة 911 مليون دولار، بينما حققت إيرادات بقيمة 2.2 مليار دولار. أما عدد الرحلات التي سجلتها الشركة في العام الماضي داخل الولايات المتحدة وكندا فبلغ مليار رحلة.
ذكرت “ليفت” في بيانها للبورصة والمستثمرين فيها أنها خسرت 911 مليون دولار العام الماضي، وحذرت من أنها قد لا تصبح مربحة أبدًا. وقالت الشركة في تقريرها لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات: “لدينا تاريخ من الخسائر الصافية وقد لا نتمكن من تحقيق أو الحفاظ على الربحية في المستقبل”. من المرجح أن تقول أوبر شيئًا مماثلاً في اكتتابها؛ حيث تخسر أوبر حوالي 800 مليون دولار في الربع.
نظراً للخسائر المالية الطويلة، يؤكد المحللون الماليون أن أوبر وليفت ستضطر لخفض التكاليف أكثر وأكثر بعد الإدراج في البورصة من أجل إرضاء المساهمين، بما يعني رفع الأسعار وتقليل أجور السائقين وتخفيض جودة الخدمة.
اضراب السائقين
اعتماد Lyft، مثل Uber، نموذج على السائقين. هذا الأسبوع، بينما كانت Lyft تنظم حملة ترويجية للاكتتاب العام، نظم سائقو Lyft وUber إضرابًا في لوس أنجلوس بسبب التخفيضات الأخيرة في الرواتب. في الوقت نفسه، تحارب الشركة ضد تطبيق قانون الحد الأدنى للأجور الأول من نوعه في مدينة نيويورك، في ظل الجدل الدائر حول تصنيف السائقين كمتعاقدين مستقلين وليس عمال، حيث لا تعترف أوبر وليفت بالسائقين كعاملين بدوام كامل أو جزئي.
انتصرت أوبر وليفت في المحاكم الأمريكية على تصنيف سائقيها كمتعاقدين مستقلين يقومون تحديد جداول أعمالهم بمرونة وتوازن مع وظائفهم الجانبية، ولكنهم بذلك يفتقرون إلى المزايا الأساسية مثل المعاشات والتعويضات والتأمين الصحي والإجازات مدفوعة الأجر. كما لا يمكنهم المساومة الجماعية للحصول على أجور أعلى أو تحسين ظروف العمل.
يتخوف السائقون لـ CNN أن “شركات مثل أوبر وليفت تريد المماطلة في حقوقنا لأكبر فترة ممكنة لحين استبدالهم بسيارات ذاتية القيادة”.
لاحظت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد لفحص الأجور بين سائقي أوبر أن أكثر من 60٪ من السائقين في جميع أنحاء البلاد استقالوا بعد 6 أشهر.
كدليل على النوايا الحسنة للشركة نحو السائقين، منحت Lyft مكافآت نقدية للسائقين في صورة أسهم قابلة للشراء، الذين يستوفون عتبات ركوب معينة – 1000 دولار لكل 10،000 رحلة أو 10،000 دولار لكل 20،000 رحلة – قبل الاكتتاب العام، وتم إعطاء السائقين الذين كانوا مؤهلين لبرنامج المكافآت موعدًا نهائيًا لشراء الأسهم.
منافسة أوبر وليفت
برغم تفوق أوبر الواضح علي ليفت في القيمة السوقية والانتشار الجغرافي وجودة الخدمة، ولكن المنافسة لا تزال قوية بينهما، حيث تحصل ليفت علي حصة سوقية في خدمات النقل التشاركي تبلغ 28% في الولايات المتحدة.
تقدم ليفت للراكب خدمات أكثر عن أوبر لحجز السيارات الفارهة وباهظة الثمن، والسيارات الكبيرة التي تتسع لستة أو أربع ركاب على الأقل، بالإضافة لخدمة “شير رايد” لمشاركة السيارة مع راكب آخر متوجه لنفس المكان لتقليل سعر الرحلة.
كما تسمح ليفت للراكب بتحديد محطات توقف قبل المكان النهائي للرحلة، مثل إمكانية التوقف أمام إحدى المتاجر لشراء أي شيء يريده الراكب، أو المرور على منزل أحد الأصدقاء.
0 Comments