كيف تؤسس بيئة عمل جاذبة للمبدعين؟
كشف استطلاع أصدرته The Conference Board أُجرى في مارس 2019 وشمل عدداً من المديرين التنفيذيين لعدد من الشركات الناشطة في السوق الأمريكي، أن أكبر مخاوف هؤلاء المدراء في الأعوام المقبلة هو انحصار قدرة الشركات الناشئة ورواد الأعمال على استقطاب المبدعين والتقنيين ذوي الكفاءة؛ نظراً لعدم قدرة هذه الشركات على خلق التوازن بين احتياجات الموظفين وتغليب مصلحة رؤوس الأموال على العامل البشرى؛ مما يخلق بيئة عمل غير مناسبة لأصحاب المواهب والمبدعين أو حتى الحفاظ على الكفاءات الموجودة داخل الشركات.
بحسب رائدة الأعمال هوب هرنر فإنه إذا ما قارنا عقلية الموظفين ذوي الكفاءة والمبدعين في 2019 وذات الأشخاص منذ 10 أعوام أو حتى إذا ما قارنا بين أجيال مختلفة، سنجد أن الأشخاص المبدعين وذوي المواهب اليوم يبحثون عن الترقي السريع والتدرج بشكل أكثر سهولة وتوقعات أكبر من حيث التقدير المادي والوظيفي من جانب الشركة التي يعملون لحسابها وإلا ما الذي يجبرهم على البقاء؟ فهم أشخاص ذوي كفاءة عالية وسيرة ذاتية تخولهم من العمل في كبرى الشركات أو حتى العمل من خلال شبكة علاقات تكونت من خلال العمل في الشركة أو من خلال منصات العمل الحر.
فما كان كافياً في الماضي لم يعد كذلك، الراتب التنافسي والإجازات الدورية التي توفرها الشركات التي لم تواكب تطور احتياجات الموظفين؛ فباتت شركات أخرى أكثر إبداعية توفر ما هو أكثر من ذلك من وجبات وغرف للاستراحة وغرف للعب والمساج والنوم وحرية الحركة في مكان العمل مما يصعب من مهمة الشركات الناشئة لخلق بيئة عمل جاذبة للمواهب التي تحتاج إليها هذه الشركات للنمو بشكل سريع.
فكيف يمكن لشركتك الناشئة المنافسة مع الشركات الكبرى على استقطاب المواهب؟
1- ثقافة الفريق
العمل في مقرات غير مغلقة والسماح للموظفين بالتنقل بين الغرف للتعرف على أقسام الشركة المختلفة مع حرية العمل من أي مكان في الشركة وحرية الحديث بين الإدارة وموظفي الشركة يخلق حالة من الاندماج مع بيئة العمل وبين فريق عمل الشركة والإدارة.
هناك جانب آخر في علاقة الإدارة بالموظفين من حيث السماح بالاعتراف بالخطأ أو التقصير دون خوف من العقاب، هذه النقطة تعد سلاح ذو حدين من حيث التوازن بين الحفاظ على إنتاجية الشركة وكسب ولاء وحب الموظفين.
2- أهمية التواصل
بصفتك مدير تنفيذي لشركة ناشئة فبالطبع لا تزال تملك الفرصة لتكون على تواصل دائم مع موظفيك؛ لذا من الجيد تحديد جدول ساعات أسبوعي للقاء الموظفين وشجع أعضاء فريق على الحديث عن رغباتهم والتحديات والمناصب التي يطمحون لشغلها داخل الشركة؛ لتتمكن من توجيه المهام التي تناسب طموحاتهم، وتحافظ على شغف فريقك تجاه العمل الذي يقومون به.
3- التوازن بين العمل والجوانب الإنسانية
بصفتك صاحب العمل فإذا تطلب الأمر منك العمل لأيام متواصلة لأجل مشروعك فلن تمل من ذلك لكن عليك أن تتذكر أن من يعملون لديك لا يمتلكون جميعًا نفس القدرات.
تشجيع موظفيك على أخذ قسط من الراحة والاستفادة من إجازات العمل وترسيخ ثقافة التوازن بين العمل والحياة الشخصية يبدو أمراً رومانسيًا في بيئة عمل تسعى لنمو سريع، لكن هذا التوازن هو الذي يعطي الموظفين الشعور بأهمية دورهم لدى الشركة وحرص الشركة على خلق أجواء صحية ونفسية تساعد على الإبداع وتقليل الضغوطات قدر المستطاع مما يرفع من أسهم الشركة كبيئة عمل صحية تستقطب المبدعين بمرور الوقت.
وأنت ما هي الإيجابيات والسلبيات في بيئات العمل في بلدك؟ شاركونا قصصكم.
المصدر: Entrepreneur
0 Comments