تأثير تسلا: السيارات الكهربية قد تُفقد البترول زبونه الأول في العالم، كيف سيؤثر ذلك على مستقبل المنطقة العربية؟

تأثير تسلا: السيارات الكهربية قد تُفقد البترول زبونه الأول في العالم، كيف سيؤثر ذلك على مستقبل المنطقة العربية؟


تأثير تسلا: السيارات الكهربية قد تُفقد البترول زبونه الأول في العالم، كيف سيؤثر ذلك على مستقبل المنطقة العربية؟

 

بات صعود عمالقة صناعة السيارات حول العالم بجيل جديد من السيارات والمركبات المُسيرة بالكهرباء منخفضة التكلفة يشكل تهديداً صريحاً لمنتجي البترول حول العالم بفقد المستهلك الأول في العالم للمشتقات البترولية.

حيث أعلنت شركة فولفو في وقت سابق من هذا العام عن بدء تحول خطوط إنتاج المحركات لدى الشركة لإنتاج محركات تعمل بالكهرباء في خطوة من شأنها أن تجعل الشركة المملوكة للصين حاليًا، أول شركة كبرى تستغني عن محركات البنزين، وبحسب وكالة الطاقة الدولية في تقرير صدر في يونيو 2019 فإن عدد السيارات المنتجة المعتمدة على محركات تعمل كلياً بالكهرباء قفز إلى حاجز 5.5 مليون سيارة مقارنة ب 3 ملايين لعام 2017، حيث باع المصنعون العام الماضي ما يربو عن مليون مركبة بواقع نمو حوالي 100% إذا ما قورن بمبيعات العام 2017.

يأتي هذا بفعل زيادة تسلا -رائدة صناعة المحركات الكهربية- من إنتاجها بالإضافة لإندفاع شركات أخرى مثل تويوتا، فولفو وفولكس فاجن إلى ذات الخطوة لتلبية احتياجات السوق مستفيدين من تسارع وتيرة التطور التكنولوجي في إنتاج قطع غيار هذه السيارات التي كانت منذ سنوات تمثل العائق الأكبر؛ نظراً لارتفاع تكلفتها بالإضافة لتحول الدول الأوروبية والآسيوية لقوانين بيئية أكثر صرامة؛ حيث لم يعد ارتفاع أسعار البترول هو المحرك الوحيد لزيادة إنتاج هذه السيارات بحسب كارلوس غصن المدير التنفيذي السابق لشركة نيسان.

 

 

وفي ذات السياق ألمح تقرير الوكالة إلى توقع انخفاض مبكر للطلب على الوقود بواقع 2 مليون برميل يومياً عام 2023 وبمعدل 11 مليون برميل يومياً عام 2030، وانخفاض قد يصل إلى 60 مليون برميل عام 2050.

يزيد من هذا التأثير تشجيع دول أوروبية كألمانيا والنرويج وبريطانيا على شراء المركبات الكهربية من خلال خصومات وإعفاءات ضريبية تصل إلى 25% وفي بعض الأحيان تصل إلى 30%.

هذا الانخفاض الحاد في الطلب على النفط سيؤدي إلى انخفاض في سعر البرميل بنسبة 24% ثم 33% على التوالي، ما من شأنه إحداث هزة في سوق االنفط العالمية والدول الخليجية التي تعتمد على إيراداته بشكل كبير (الكويت على سبيل المثال تعتمد بنسبة 99% من دخلها القومي على صادرات النفط).

 

كيف بدأ تأثير هذه الموجة على دول الخليج في الظهور؟

بحسب تقارير نشرتها شبكة سي إن إن فإن غياب الرؤية عن مستقبل صناعة الطاقة يزيد من المخاطر التي ستتعرض لها الدول النفطية في المستقبل.

وقال جيه جيه كيناهان كبير استراتيجيي السوق في شركة TD Ameritrade “إذا كان لديكم ظن أن سوق البترول لا يمكن المساس به تذكروا ما حدث للفحم، لديكم مشكلة بالفعل وعليكم أن تبدأوا العمل من الآن”.

يعزز هذه المخاوف تقرير أصدره بنك باركليز في شهر مايو من هذا العام “أنه وبحسب التغيرات التي ستؤول إليها أسواق المحركات الكهربية فإنه من المتوقع إما انخفاضاً دراماياً في الطلب على البترول يتجاوز الـ30 مليون برميل يومياً، أو زيادة بذات النسبة إذا ما فشلت فكرة تعميم العمل بمحركات الكهرباء لذا على الجميع البقاء في حالة يقظة لا سيما الدول المنتجة للبترول”.

ارتفاع أو انخفاض الأسعار سيخلق أزمة مالية وتكبد عجز مالي لدى تلك الدول تجبرها لاتخاذ خطوات تقشفية وفرض المزيد من الرسوم والضرائب لتنويع مصادر دخلها وهو ما يمكن رؤيته بوضوح في ما يسمى ببرامج الإصلاح الاقتصادي في السعودية والكويت وغيرها.

والحل الذي تنبهت له دول الخليج مؤخرًا هو التنويع والبدء باستراتيجية تفضي للتخلي عن الاعتماد على إيرادات النفط بشكل كبير، وذلك عبر التوجه إلى الإنتاج المحلي وتوطين المنتجات والدخول في معترك الصناعات التقنية وبالاستثمار في الموارد البشرية القادرة على إحداث نهضة حقيقية في الاقتصاد.

هناك رأي آخر لدى منظمة أوبك بفيد بأن تأثير السيارات الكهربية في حالة تضخيم حيث أن حجم استخدامها في السوق حالياً لا يتجاوز 0.5% من سوق المركبات وأن بحلول عام 2030 لن تزيد هذه النسبة عن 2%.

وبين هذا وذاك يبقى السؤال هل من الممكن أن نرى في يوم من الأيام السيارات الكهربية تسيطر على سوق المركبات؟ وهل تنجح الدول المنتجة في معالجة تبعات ذلك على سوق النفط؟ شاركونا بآرائكم.


0 Comments

ما رأيك؟ قم بالتعليق

%d مدونون معجبون بهذه: