الأب الغني والأب الفقير – ما الفرق بين تفكير أصحاب الثروة وطبقة الموظفين في المال؟


كتاب يطرح الاستراتيجيات الأكثر فعالية لكيفية تكوين ثروة، والفرق بين تفكير أصحاب الثروة وطبقة الموظفين في المال

 

الأب الغني والأب الفقير – هو كتاب من تأليف الكاتب الأمريكي روبرت كيوساكي، طُرح في السوق عام 2000 وكان الأكثر مبيعاً في ذلك الوقت بأكثر من 32 مليون نسخة.

لكن القيمة الحقيقية لهذا الكتاب تتوضح أكثر فأكثر بفعل احتفاظ الاستراتيجيات التي يطرحها الكتاب عن كيفية تعامل البشر مع المال، وكيف يمكن تطويع المال لصالحك لتتمكن من صنع ثروة، وكيفية الحصول على الحرية المالية والتحرر من عبودية الوظيفة التقليدية.

يرى الكاتب روبرت كيوساكي، أن هناك نوعين من المشاعر تصاحب الناس عند التفكير في المال، الأول هو الخوف والثاني هو الطمع وكلاهما يشكلان العوائق الأساسية أمام أي شخص لتكوين الثروة.

الخوف الذي يقصده كيوساكي هنا يقصد به الخوف من خسران الاستقرار الوظيفي والراتب الثابت كل شهر، لذلك لا يخاطر. ومعنى أنه لا يخاطر، أنه لا يتخذ قراراً شجاعًا أي أنه سيبقى عند نفس النقطة طيلة حياته، أما الطمع فهو عائق أيضاً أمام القرارات الشجاعة. حيث أن حب المال الذي يعني منه هؤلاء الأشخاص، يقيدهم عن إدارة واستثمار هذه الأموال بشكل صحيح.

يرى الكاتب أن الفارق الجوهري بين أصحاب الثروة وطبقة الموظفين عند التفكير في المال، هو أن الأشخاص العاديين يرون أن الطريقة الأكثر أمناً هي تلقي التعليم الجامعي والدخول في سلك وظيفي والترقي فيه والاعتماد على الثقافة المالية التي نتلقاها في المدارس. 

بينما يرى أصحاب الأموال، أن الطريقة التقليدية للتفكير في المال والتي نتلقاها في التعليم المدرسي والجامعي، لن تؤدي في النهاية إلا إلى أنك ستبقى طيلة حياتك تصنع المال للآخرين، لكن نزولك إلى الشارع ومعرفة كيف يصنع المال ودراسة السوق بالتجربة وليس من الكتب وحسب، يوجهك بالضرورة إلى الطريقة التي تصنع لك أنت الثروة.

 

ويطرح كيوساكي 4 استراتيجيات أساسية تمكنك من إدارة الأموال بذكاء يحقق لك الثروة:

1- الدخل السلبي

في الوظائف، الوقت الذي تقضيه في العمل، يساوي المال الذي تتقاضاه (هذا لو افترضنا أنك تعمل في ظروف مثالية). لكن استراتيجية أصحاب الثروات الأولى، هي أن الوظيفة لا تصنع ثروة، إذا فمن المستحيل الاكتفاء بربط عدد ساعات عملك بالمال الذي تتقاضاه إذا كنت تريد أن تكون ثروة.

وهنا يأتي دور الذكاء في عملية إدارة الأموال التي تمتلكها من خلال تشغيلها للحصول على دخل سلبي، وهو ما يعني عمل يدر لك المال ولا يستلزم وجودك بصفة مستمرة للقيام به بنفسك. لكن كيف يمكن الوصول إلى ذلك؟

 

هناك 4 مفاهيم أساسية في إدارة الأموال الشخصية:

  • الأصول (مشاريع – عقارات – أسهم – سندات).
  • الالتزامات (بيت -سيارة- تلفزيون واحتياجات هذه الممتلكات من صيانة وفواتير).
  • النفقات (مصروفاتك اليومية).
  • الدخل (الراتب أو أرباح الحساب البنكي).

يرى كيوساكي أن أغلب الأشياء التي نشتريها أو نفكر في شرائها، لو قررنا الانتظار والتفكير لمدة أسبوع  في إذا ما كنا في حاجة إليها أم لا، فإن الحقيقة أن هذه الرغبة في اقتناء أشياء جديدة سوف تتلاشى. وهنا يقصد الكاتب الالتزامات، والتي حسب ما يرى أنها المصدر الاول لسحب أموالك، وهي المصدر الأهم الذي إذا ما تمكنت من إدارته بشكل جيد، سوف تتمكن من شراء أصول تدر لك المال.

 

2- الاهتمام بالعمل الخاص

هذا لا يعني أن تذهب وتترك وظيفتك في الحال لبدء مشروعك، لكن يريد كيوساكي أن تحقق التوازن وتبدأ من الآن التفكير في عملك الخاص حيث أن الوظيفة تدفع الفواتير لكن العمل الخاص هو الذي يصنع الثروة.

 

3- الذكاء المالي

في الشارع.. يمكنك أن تتعلم كيف تصنع المال، لكن من المهم أن تجمع بين ذلك، وكيفية إدارة هذه الأموال.

لكي تتعلم الذكاء المالي، أنت تحتاج إلى تعلم 4 مهارات أساسية:

1- المحاسبة: لمعرفة دخلك ومصروفاتك والأموال التي تستثمرها وحساب عوائدها

2- الاستثمار: المشروعات التجارية أو العقارية أو البورصة والسندات وكيف تحقق الربح.

3- دراسة السوق

4- دراسة القوانين

 

4- تخلص من المشاعر التي تعيقك

يقول كيوساكي أن هناك 5 مشاعر رئيسية تمنعنا من تحقيق الثروة:

 

1- الخوف: من المخاطرة أو اتخاذ قرار شجاع.

2- الكسل: عدم الرغبة في بذل مجهود إضافي للدخول في مشروع جديد.

3- السخرية: إحاطة نفسك بأشخاص يسخرون من الرغبة في الحصول على المال ويصفونها بالجشع.

4- التكبر: عدم الرغبة فالتعلم والشعور الكاذب بالمعرفة الكاملة وعدم الرغبة من الاستفادة بمعرفة الآخرين مما يعجل بالخسارة والفشل.

5- العادات السيئة: سواء كانت مالية من عدم تنظيم المصروفات وزيادة الالتزامات وشراء الكماليات، والعادات الشخصية السيئة، مثل الكسل وعدم تنظيم النوم والسهر وإضاعة الوقت، بالإضافة للعادات الغذائية السيئة التي تجعلك أكثر خمولاً.

لكن القاعدة الأهم التي صنعت ثروة كيوساكي كما يقول في الكتاب هي “ادفع لنفسك أولاً” ، أي اقتطع الأموال التي ترغب في استثمارها أولاً ثم قم بتوزيع بقية المال على الفواتير والمصروفات، حيث تصبح أكثر حرصاً في الإنفاق ويظهر أثرها في الدخل السلبي على المدى البعيد.


0 Comments

ما رأيك؟ قم بالتعليق

%d مدونون معجبون بهذه: