القاعدة الأولى للنجاح: لا تفصح عن كل ما بداخلك


ما السر وراء احتفاظ الأشخاص الناجحين بأهدافهم الكبيرة لأنفسهم وعدم مشاركتها مع الآخرين؟

هناك مثل إنجليزى قديم يقول “لا تحصى دجاجاتك قبل أن تفقس” يعني أنه يجب عليك ألا تتحدث عن خطط تعتمد على حدوث شيء ما في المستقبل وتفصح عنها قبل حدوثها، دعك من الأمثال، هناك قاعدة أساسية سحرية يتشاركها رجال الأعمال الناجحين “فكر مرتين قبل أن تتكلم”.

الإفصاح عن الأهداف الكبيرة غالبًا ما يجلب لصاحبه الثناء المبكر، يرى الخبراء النفسيون أن ذلك يجعلك تشعر بتحقيق إنجاز وهمي ويقلل من فرص متابعة عملك بنفس الوتيرة التي سبقت مشاركة أهدافك مع الآخرين.

في عام 2009، طرح الباحث بيتر غولويتزر السؤال التالي: “هل قيام العلماء بنشر أبحاثهم وإنجاز مهامهم يتوافق مع إخبار زملائهم بما يقومون بالعمل عليه أم مع كتمان نواياهم؟”

بعد الانتهاء من سلسلة من الدراسات، وجد غولويترز وفريقه أنه عندما يحدد الأشخاص هدفًا مرتبطاً بهويتهم الشخصية أو هدفًا مهنيًا ويقومون بتقاسم نواياهم مع الآخرين، يكونون أقل احتمالية لتحقيق هذا الهدف.

غولويترز ليس وحيداً في تبنى هذا الفكر، ففي عام 2010، ألقى مؤسس CD Baby ورجل الأعمال ديريك سيفرز فقرة فى TED Global، وبدأ سيفرز بطلب من الجمهور بتخيل أكبر هدف شخصي لهم، ثم تصور كيف سيكون شعورهم لمشاركته مع شخص ما. يقول سيفرز “تخيل حجم التهاني التي قد تتلقاها رغم عدم تحركك ميلاً واحدا نحو هدفك بعد”.

ويكمل سيفرز “حسناً، هذه أخبار سيئة. يجب أن تبقي فمك مغلقاً. إن هذا الشعور الجيد سيحقق احتمالية قيامك بذلك، عندما تخبر شخصًا ما عن هدفك ويقدره، هناك أمر يخدع عقولنا وهو رد فعل الآخرين ممن يملكون طموح أقل أو على درجة أقل من الوعي على أهدافنا الكبيرة وهذا يدفعنا للاعتقاد بأننا وصلنا إلى خط النهاية، مع الوقت ستفقد الدافع.

يرى سيفرز أن هناك نهجين يمكن اتباعهما لتجنب الوقوع في أزمة فقدان الحافز:

  1. واجه المخاوف قبل الحديث عن الإنجازات
    فى نسخة TED عام 2017 تحدث رجل الأعمال تيم فيريس عن تكتيك يدعى “مواجهة المخاوف” وكيف يمكننا استخدام ذلك في مطاردة أهدافنا على المدى البعيد من دون فقد الدوافع لفعل ذلك.يقول فيريس “تخيل نفسك تريد تحويل شغفك وهوايتك الهامشية إلى عمل رئيسى بدوام كامل، لا تذهب مندفعًا حيال ذلك! عليك تدوين المخاوف أولاً، ضعها أمامك دائمًا، ما الذي يمكن أن يحدث؟ الإفلاس، فقدان مصدر دخلك، بيع منزلك، كل هذا سيجعلك -إن كنت صادقًا فى حبك للتغيير وتحقيق هدفك- لوضع استراتيجيات والالتزام بها لتجنب الوقوع فى هذه المشكلات.

  2. ضع المنافسة نُصب عينيك
    المنافسة الصحية تزيد من قوتنا ويمكن أن تمدنا بالقوة للإكمال فى الاتجاه الصحيح.في دراسة نشرت عام 2016، أكمل 800 من طلاب جامعة بنسلفانيا وطلاب الدراسات العليا برنامج تدريبي لمدة 11 أسبوعًا حيث عمل كل مشارك بمفرده في مناسبة ومع فريق في مناسبة أخرى.

    تم تقسيم الفرق لنوعين أيضًا إما داعمة أو تنافسية. اكتشف الباحثون أن الطلاب في الفرق التنافسية كانوا أكثر عرضة بنسبة %90 لحضور جلسات التمرين بانتظام مقارنة بالمجموعات الأخرى.

    يرى فيريس أن التنافسية الصحية تساعد في زيادة الإنتاجية واستخراج الطاقة الإبداعية سواء للفرد أو للمجموعة.

    ليس هناك طريقة واحدة لضمان النجاح. ولكن قد يستحق الأمر الإبقاء على فمنا مغلقًا حتى ننتهى مما وضعناه هدفًا رئيسيا لمستقبلنا المهنى.


0 Comments

ما رأيك؟ قم بالتعليق

%d مدونون معجبون بهذه: