الحرب التكنولوجية الباردة تبدأ: ماذا نتوقع من الصين؟


بدأت الحرب التقنية الباردة بين الصين والولايات المتحدة، لن يكون الفائز هو الذي لديه أفضل المحاربين، بل الذي لديه القدرة الأكبر على تحمل آلام الخسائر الطويلة، بحسب الواشنطن بوست.

ستضخ الحكومة الصينية المزيد من الدعم للتأكد من أن الصناعة قادرة علي مواجهة مثيلتها الأمريكية، وستقوم بحرق أموال كثيرة. المال لا يمكن أن يحل جميع المشاكل. ولكن مع مرور الوقت، سيتغلب تمويل الدولة الصينية على التحديات الكافية لجعل البدائل المحلية قابلة للحياة، إن لم تكن قابلة للمقارنة للتكنولوجيا الأمريكية.

يمكننا الآن أن نتوقع من الصين أن تضاعف جهودها لانتاج نظام تشغيل للهواتف الذكية محليًا، وتصميم رقائقها الخاصة، وتطوير تكنولوجيا أشباه الموصلات الخاصة بها (بما في ذلك أدوات التصميم ومعدات التصنيع)، وتنفيذ معايير التكنولوجيا الخاصة بها. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسريع عملية إنشاء ستارة حديدية رقمية تنتهي بتقسيم العالم إلى قطبين تكنولوجيين حصريين، القطب الصيني والقطب الأمريكي.

حتي الآن، لا توجد أي مقدمات تشير الي احتمالية انهاء الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، خصوصاً في ظل القرارات الأخيرة ضد شركة هواوي وحظر منتجات الشركات الأمريكية عنها.

الانتقام الصيني المتوقع ضد آبل

من المتوقع لشركة “أبل” أن تتلقي الانتقام المباشر من الصين مقارنة بالشركات الأمريكية الأخري، حيث تجني حوالي 20% من إيراداتها (52 مليار دولار أمريكي في 2018) من منطقة الصين العُظمى، بحسب مينا هيرالد.

وجدت آبل نفسها متورطة في تبادل لإطلاق النار دون إرادتها، حيث ثارت حملة داخل الصين لاستبدال هواتف آبل الشخصية بهواتف هواوي ومقاطعة آبل.

اكتسب الخطاب القومي المتمثل في “التحول إلى Huawei” قوة متزايدة مع تصاعد التوترات التجارية.

المعادن الأرضية النادرة في صناعة الإلكترونيات

تملك الصين القدرة أيضاً على اتخاذ “الخيار المُدمر” ضد وادي السيليكون نظراً لسيطرتها على 85% من قطاع المعادن الأرضية النادرة العالمي، والتي يتم استخدامها في صناعة الإلكترونيات (البطاريات القابلة لإعادة الشحن، والهواتف الذكية، والمحولات الحفّازة، والمغناطيسات، والإضاءة الفلورية وغيرها) والأغراض الدفاعية (كنظارات الرؤية الليلية، والأسلحة الموجهة بدقة، ومعدات النظام العالمي لتحديد المواقع، وما يماثلها).

حلم الاستقلال التكنولوجي الصيني

يبدو أن “الرأسمالية ذات الخصائص الصينية” – أكثر انفتاحًا وأكثر تنظيمًا – تعمل بشكل غير متوقع. لدرجة أن بعض صانعي السياسة الأميركيين قلقون بشأن استبدال الصين للولايات المتحدة في التربع علي عرش التقنيات المتقدمة الرئيسية مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والحوسبة الكمية. قد تؤدي العقوبات الأمريكية إلي تباطؤ تكنولوجي في الصين إلى حد ما أو إلى إبطاء تقدمه، ولكن لا ننسي أن الصين تسعى إلى أن تصبح مستقلة عن التكنولوجيا عن المكونات الأمريكية.


0 Comments

ما رأيك؟ قم بالتعليق

%d مدونون معجبون بهذه: