أمازون تتجه لإنفاق 700 مليون دولار لتدريب 100 ألف شخص لشغل وظائف جديدة


التغيرات في سوق العمل: أمازون تتجه لإنفاق 700 مليون دولار لتدريب 100 ألف شخص لشغل وظائف جديدة .. فما السر وراء هذا التغيير في خطط عملاق التجارة الإلكترونية؟

 

العالم في طريقه نحو الأتمتة (Automation)، فمع تداخل الذكاء الاصطناعي في شتى مجالات التجارة والصناعة المختلفة، بدأت الشركات في التفكير بتقليل حجم التوظيف وخفض أعداد العمالة في مقابل زيادة الاعتماد على التقنية لإدارة عمليات التصنيع والشحن لديها مما يعني بالضرورة أن العامل البشري أخذ في التضاؤل؛ لكن يبقى السؤال كيف يمكن للشركات وضع خطط فعالة لتحقيق الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة وخفض نفقاتها دون الاخلال بأوضاع القوى العاملة ؟ أمازون تجيب.

فقد أعلنت أمازون مؤخراً عن خطة متوسطة المدى لما أسمته استثماراً في رفع كفاءة 100 ألف عامل وتقني من العاملين لدى الشركة خاصة وفي السوق الأميركي بشكل عام بحجم إنفاق يصل إلى 700 مليون دولار بحلول عام 2025، حيث يرغب عملاق التجارة الإلكترونية أمازون بدلاً من مجرد استبدال القوى العاملة لديه بحلول الذكاء الاصطناعي أن تقوم الشركة بإعادة تدريب الأفراد تقنيًا بشكل عالي الكفاءة وهو ما يتيح للشركة تخفيض نسبة العمالة داخل مقراتها بنسبة 30%، وتوفير نفقات خفض العمالة لدعم تدريب الأفراد على المهارات التقنية التي تؤهلهم لشغل الوظائف التي تحتاج إليها أمازون بشكل متزايد أو وظائف في شركات آخرى داخل السوق الأميركي.

وقالت أمازون في إعلانها الخاص بهذه الخطة “إن السوق الأميركي يتغير وأمازون ليست استثناءاً للقاعدة، ومع ازدياد الحاجة إلى المهارات التقنية؛ ستستمر أمازون في استقطاب وتدريب المزيد من العمالة لرفع كفاءة خدمة عملائها”

ويستطرد البيان “نحن نحتاج للتقنيين، بإلقاء نظرة على حاجتنا للوظائف يمكننا إدراك تغير احتياجنا للقوى العاملة نظراً لتأثير التكنولوجيا على سوق العمل وهو ما يسلط الضوء على أهمية رفع كفاءة المهارات التقنية للعامل البشري وأهمية المحافظة على عقلية التعلم المستمر.”

 

يعكس البيان السالف ذكره توجه أمازون المستقبلي، هم لا يريدون فقط مجرد أتمتة وخفض دور العامل البشري داخل الشركة، لكن تدريب أفراد لديهم رغبة وقدرة على التعلم للتعامل مع تسارع تداخل التقنية في مستقبل العمليات التي تقوم بها الشركة لخفض حجم العامل البشري في العمليات التي يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها بكفاءة أعلى.

حيث أنه في عام 2019 تزايدت المطالبات على الإدارة بخفض الحصص الإنتاجية المفروضة على عمال التعبئة والتغليف فى مستودعات الشركة والتي وصلت حد المطالبة بالإضراب وتعليق العمل في ولاية منيسوتا في الخامس عشر من يوليو المقبل ودفعت السيناتور الأميركي بيرني ساندرز للمطالبة بالتحقيق مع مسؤولي الشركة.

 

وهي المعضلة الرئيسية التي تواجه أمازون لحجم الطلب المهول واحتياج الشركة لعمليات شحن وتغليف سريعة لتلبية حجم عمليات الطلب وهو ما دفع الإدارة لتغيير الاستراتيجية والتفكير في الاستغناء عن عمليات التغليف اليدوية – والتي ينشط بها آلاف العمال في مستودعات أمازون – وأتمتة عمليات التغليف والشحن وفي مقابل ذلك تدريب هؤلاء الأفراد وتقنيين آخرين من السوق الأميركي على التعامل مع تقنيات الشحن الحديثة كالروبوتات وطائرات الدرون مما يتيح للشركة خفض أعداد القوى العاملة، تخفيض تكلفة الشحن وتوفير خدماتها بشكل سريع.

ستُطبق برامج التدريب التي تتيحها أمازون على العاملين في مكاتب شركة أمازون والعاملين في مراكز البيع وشبكات النقل والتقنيين في السوق الأمريكي.

وتغطي البرامج التدريبية برمجة الكمبيوتر، ومهارات التعلم الآلي القائمة على الذكاء الاصطناعي، وكيفية تشغيل خدمة السحابة AWS من Amazon حيث تؤمن الشركة أن الأتمتة لا تزال بحاجة للإنسان مما يعطي مؤشراً عن النموذج المستقبلي الأقل مخاطرة بالنسبة للشركات وأيضاً لمستقبل القوى العاملة.

 

المصدر: Entrepreneur


0 Comments

ما رأيك؟ قم بالتعليق

%d مدونون معجبون بهذه: