مسرعة الأعمال وحاضنة الأعمال، كل ما تحتاج معرفته عن الفروقات الجوهرية بينهما وأي منهما يحتاج مشروعك


مسرعة الأعمال X حاضنة الأعمال
كل ما تحتاج معرفته عن الفروقات الجوهرية بينهما
وأي منهما يحتاج مشروعك

 

تمثل مسرعات وحاضنات الأعمال حول العالم فرصة ذهبية لأصحاب الشركات الناشئة ورواد الأعمال؛ لزيادة نمو النشاط التجاري للشركات التي لا تمتلك التمويل الكافي. لكن ما هي الفروق الجوهرية بين المؤسستين؟ وكيف تحدد إذا ما كان مشروعك يحتاج لدعم مسرعة أم حاضنة أعمال؟

 

لتوضيح الصورة دعونا نتناول الأمر بشكل منظم:

أولاً: لماذا يسعى رواد الأعمال لكسب دعم هذه المؤسسات، أو ببساطة ما النفع الذي سيعود لمشروعك من التنافس على كسب دعم هذه المؤسسات؟

الهدف الأساسي الذي يتمحور حوله عمل هذه المؤسسات هو دعم مشروعك ومشروعات أخرى بتسريع مؤشر نمو هذه المشروعات من خلال زيادة حجم العمل عن طريق برنامج دعم وتمويل متكامل، يهدف لكسب ثقة السوق والتحول من مرحلة شركة ناشئة لفرصة يتنافس المستثمرين لضخ أموالهم فيها.

 

ما الفرق بين المسرعة والحاضنة؟

أحد أهم الفروق الجوهرية هو كيفية تأسيس برنامج الدعم.

 

مسرعات الأعمال

 يتركز عملها على تعزيز قدرات وحجم الشركات الناشئة التي تأسست بالفعل، وليست مجرد أفكار بدون نموذج عمل وأهداف استراتيجية (أي أنها تدعم شركات موجودة على أرض الواقع وليست مجرد أفكار)

 

تعمل برامج هذه المؤسسات على دعم المدراء وفرق عمل الشركات الناشئة بتدريبات مكثفة في إطار زمني محدد (أي تسريع الأعمال التي تنجز في مدة سنة أو سنتين و اختصار تلك المدة إلى عدة أشهر)، من خلال فريق يضم مئات الخبراء ورواد الأعمال ذوي الخبرة لتسهيل مهمة مدراء تلك الشركات وتجنب المصاعب التي عادة ما تتعرض لها الشركات الناشئة بالإضافة إلى برامج التمويل والدعم المادي. من أشهر أمثلة مسرعات الأعمال YCombinator, Techstars, Brandery.

 تقدم مسرعات الأعمال هذه البرامج من الدعم والتمويل كنوع من الاستثمار في هذه الشركات الناشئة لقاء الاستحواذ على حصة من أسهمها، ولأن الأمر يحتوي على المخاطرة من قبل المسرعات؛ فمن المهم بالنسبة لرواد الأعمال العمل على تقديم دراسة جدوى شاملة ورؤية واضحة لضمان زيادة فرص الشركة في القبول ببرامج الدعم، حيث وفقاً لتقارير صادرة عام 2019؛ فإن Ycombinator تقبل فقط نسبة 2% من المشروعات المتقدمة أي أن إحدى أهم خصائص برامج المسرعات أنها شديدة التنافسية وتحتاج لمشروعات لديها أفكار وأهداف قوية ومدروسة على المدى القريب والبعيد.

حاضنات الأعمال

لتبسيط الفرق في ماهية عمل حاضنات الأعمال ومقارنتها بالمسرعات سنضرب مثالاً بالزراعة، المسرعات هي المشاتل الخضراء التي يختار مزارعوها نوعيات النباتات الجيدة في مراحل نموها الأولى؛ لرعاية دقيقة بأجود أنواع الأسمدة وبرعاية خبراء في الزراعة بغرض الحصول على جزء من ثمارها في النهاية.

 

الحاضنات تتشابه في الهدف النهائي مع المسرعات، لكنها تختلف في طريقة الحصول على الثمار حيث تمثل برامج عمل الحاضنات اختيار البذور الجيدة والتربة المناسبة لكل بذرة والإشراف على عملية الزراعة منذ البداية، أي أنها تركز على اختيار الأفكار (وليس المشروعات) الجديدة بعناية وتوفير الظروف المناسبة لتحويلها إلى مشروعات ناجحة.

 

معظم الحاضنات لا تعتمد فكرة تقديم طلب للقبول ولكن غالباً ما تعتمد على الأفكار المقدمة من شركات موثوقة أو أفكار مرشحة من أشخاص أو شركات لديها شراكات معهم بالفعل، وفي أغلب الأحيان يضطر أصحاب الفكرة للانتقال إلى البلد أو المنطقة الجغرافية التي تنتمي إليها الحاضنة للعمل مع الشركات الأخرى التي تتبناها الحاضنة في نطاق جغرافي واحد لتبادل الخبرات،ومساعدتك في بناء شبكة علاقات قد تمتد إلى شراكات في المستقبل، لكنها في المقابل وخلافًا للمسرعات لا تقدم رؤوس أموال ولا تهتم بالحصول على حصص من أسهم الشركات التي تدعمها؛ لأن الحاضنات بالأساس مؤسسات مدعومة من جهات أخرى تمنحها الأموال الكافية فقط لإنشاء برامج التدريب..

كما أن حاضنات الأعمال غالباً ما تعتمد على التخصصية بشكل أكبر، على سبيل المثال إذا كانت الحاضنة مدعومة من مؤسسة صحية أو مجموعة مستشفيات فغالباً ما تركز على العمل مع الشركات الناشئة في مجال الصحة والتكنولوجيا الطبية.

 

تحسين وتطوير الفكرة، وضع خطط واستراتيجيات المشروع، دراسة السوق والإشراف على إطلاق المنتج كل هذه الجوانب من المشروع تتم تحت إشراف خبراء الحاضنة وببرامج دعم طويلة الأمد خلافاً لطريقة عمل المسرعات.

 

كيف تختار إذا ما كان مشروعك يحتاج إلى مسرعة أم حاضنة؟

الخطوة الأولى هي عمل دراسة دقيقة وتقييم شامل لأهداف مشروعك والإطار الزمني المحدد لإنجازها ثم تسأل نفسك بعض الأسئلة 

 

1- ما هو حجم التمويل المتاح واحتمالات الخسارة والمكسب على المدى القريب والبعيد وقدرتك على تقبلها؟

2- ما هو الإطار الزمني الأقصى بالنسبة لك لبداية ظهور مؤشرات إيجابية لمشروعك؟

3- ما هي أولوياتك وما معيار قياس النتائج وتحديد مدى إيجابيتها لديك؟

 

إذا كان حدود الإطار الزمني الذي وضعته لتقييم النتائج بين بضعة أسابيع و 5 إلى 6 أشهر، وليس لديك مساحة وإمكانية لتقبل الخسارة المادية في الوقت الحالي، أو تخطط في هذه الفترة لتحقيق أهداف قصيرة المدى وجني أرباح سريعة، فمن الأفضل التقدم للقبول في برنامج مسرعة أعمال حيث البرنامج أكثر سرعة وبإتاحة أكبر للدعم المادي و توجيه الخبراء و باحتمالية أقل للخسارة. 

ضع دائماً أمامك أن الدخول في شراكة مع حاضنة أعمال ليس ضماناً على الإطلاق لنجاح الفكرة، يجب أن تضع في اعتبارك أنك ذاهب لاستثمار الوقت في المقام الأول باحتمالات متعادلة للربح والخسارة.

كما أن إحدى أهم عيوب الحاضنات هي الانتقائية الشديدة والبحث المطول للفكرة، وطلب الإفصاح عن خطط المؤسسين بالكامل لتقديم ضمانات أكبر على فعالية الفكرة مما يصعب من مهمة القبول في الحاضنات، بالمقابل العمل مع حاضنات الأعمال يضمن الكثير من الخبرات والبرامج التدريبية المكثفة ونسج شبكة من العلاقات وبدون إجبارك على الدخول في شراكة واقتطاع حصة من أسهم الشركة.

باختصار أنت تحتاج لفكرة أو مشروع لديه أسس، ودراسة جدوى ممتازة للقبول بإحدى تلك المؤسسات ولاختيار أيهما أنسب لمشروعك عليك تحديد أولوياتك منذ البداية…


0 Comments

ما رأيك؟ قم بالتعليق

%d مدونون معجبون بهذه: