رحلة رائد: 3- كيف تحول فكرة إلى مخطط نموذج العمل التجاري؟


في المقال السابق ناقشنا كيفية التحقق من فعالية الأفكار وكيفية تحديد احتياجات السوق بناءًا على دراسة للعوامل المتحكمة فيه. وفي هذا المقال نناقش أخر مرحلة من الخطوة الأولى لتأسيس شركة ناشئة، وهي عملية تحويل الفكرة إلى نموذج عمل تجاري.

 

ما هو نموذج العمل التجاري؟

هو مصطلح بدأ تداوله منذ ما يقرب من 10 سنوات، يشير إلى رسم مخطط توضيحي يهدف إلى دراسة وتوضيح كل الجوانب التجارية والتنفيذية للشركة قبل الشروع في التنفيذ على أرض الواقع، حتى يتوفر لفريق العمل رؤية واضحة لمسار الشركة وأيضاً كشف نقاط الضعف.

سابقًا عندما كنت تود إطلاق مشروع ما، كنت تقوم بإعداد دراسة الجدوى، ومن ثم كتابة خطة العمل لتقديمها للمستثمرين (بنك أو رجل أعمال) من أجل الحصول على التمويل اللازم.

أما اليوم، فالشركات الناشئة والمشاريع الابتكارية باتت بحاجة لإعداد مخطط نموذج العمل التجاري قبل كتابة خطة العمل ودراسة الجدوى. لأنّ دراسة الجدوى تجيبك عن سؤال هام: لو نفّذنا المشروع بهذه المعطيات، هل سيربح أم يخسر؟ وكيف سننفّذ العمل ونديره؟،  لكن مخطط نموذج العمل يبدأ من مرحلة أبكر وهي الإجابة عن سؤال: ما الذي يجب أن نقدّمه؟ ولمن؟، حيث يسهّل على الشركات الناشئة عملية البحث عن النموذج الربحي المناسب لهم.

 

مخطط نموذج العمل التجاري X خطة العمل

ليس هناك تعارض بين الاثنين، الترتيب المعاصر في تحويل فكرة إلى مشروع تجاري هو كالتالي:

  1. فكرة فعالة.
  2. مخطط نموذج العمل التجاري لمعرفة النموذج التجاري المبدئي المناسب للشركة.
  3. خطة العمل، وهي الجانب التنفيذي على أرض الواقع للمخطط (الموارد المالية والبشرية والوقت اللازم للتنفيذ والخبرات اللازمة).
  4. التجربة والاستكشاف (لتحديد ما يحتاجه المنتج ليصبح أكثر تكيفاً مع حاجة السوق المستهدف) أو مايعرف ب “LEAN STARTUP”. 

بالعودة إلى مخطط نموذج العمل التجاري فإنه يتألف من بعض العناصر الضرورية لوضع تصور كامل للشركة. وتتحدد هذه العناصر بناءًا على السؤال الرئيسي: ما هو المنتج أو الخدمة التي تريد تقديمها للسوق؟ وبناءًا عليه تبدأ في وضع تصور لما يلي:

 

1- العميل

من المهم تحديد شرائح العملاء المستهدفة منذ البداية، بالإضافة لتوافر القدرة على تصور هؤلاء العملاء المحتملين، أين يعيش، فئته العمرية، كيف يفكر، ما هي خلفيته الاقتصادية والاجتماعية، وما هي شرائح دخل هؤلاء العملاء.

 

2- القيم المقترحة

ما هو نوع وحجم الفائدة التي سيحصل عليها العميل “Value Proposition” ، وهي تنقسم إلى مباشرة وغير مباشرة. مثلا إذا كنت تريد إنتاج سيارات، الفائدة المباشرة التي سوف يحصل عليها المستخدم هي أنها تنقله من مكان إلى آخر. لكن الفائدة الغير مباشرة، هي خصائص المنتج، هل هي سريعة أكثر من باقي السيارات هل أكثر اتساعاً هل أكثرهم متانة.تقييم المنتج بناءًا على الخصائص المميزة فيه يمكن الانطلاق منه كنقطة قوة تروج للاسم التجاري للشركة.

أمثلة على القيم المقترحة:

  • القيمة الجديدة ( المنتجات التي تكون جديدة كليًا على السوق).
  • القيمة بالأداء العالي.
  • القيمة بالتخصيص (تخصيص المنتج بحسب رغبات كل زبون بشكل منفصل).
  • القيمة بالخدمة الشاملة (للمنتجات المعقدة غالية السعر، يمكن توفير خدمات النقل والتركيب والتدريب المجاني وحتى توفير الصيانة وقطع الغيار كعرض مغري للعملاء يقلل من مخاوفهم).
  • القيمة بالتصميم (وضع قيمة في المنتج بتحسين تصميمه).
  • القيمة بالتصميم (وضع قيمة في المنتج بتحسين تصميمه).
  • القيمة بالسعر (عندما يكون لديك منتج نمطي يشبه الكثير من المنافسين).
  • القيمة بسهولة الحصول على المنتج.
3- العلاقة مع العملاء

ما هو مدى علاقة الشركة بالعملاء المحتملين، وحجم المعلومات التي تمتلكها الشركة عنهم (عناوين ومناطقهم الجغرافية، بريد إلكتروني، هواتف، حسابات على وسائل التواصل) وكيف تتمكن من الوصول إليهم، لتحديد مدى جاهزية المشروع لبناء قاعدة عملاء ومدى قدرته على التسويق للخدمة وقدرته على إيصالها للعميل.

 

4- الأنشطة الأساسيّة

الأنشطة الأساسية، هي عملية خلق الخدمة من خلال تشغيل الموارد المادية والبشرية للشركة، تقديم الوجبات في مطعم هو نشاط رئيسي استوجب وجود طهاة ومجموعة مكونات لتحضير الوجبة، بالإضافة لمن يقدمها والإدارة التي تقوم على إحصاء آراء العملاء، كل هذه الجوانب تعتبر عمليات رئيسية يجب حساب من يقوم بها، وكيف وماهي الموارد وما تكلفتها.

في نموذج العمل التجاري يمكن توضيح هذه الأنشطة في 3 نقاط رئيسية:

  • الإنتاج: أي كل العمليات والوظائف التي تهدف إلى تقديم المنتج أو الخدمة وكل الأنشطة الفرعيّة التي تتعلّق به وحتى التسويق والمبيعات.
  • حلّ المشاكل: سواء لفريق الإدارة أو العملاء.
  • قنوات التوصيل: سوف نناقشها لاحقاً.

 

5- الشركاء الأساسيون

لأنّ أيّ مشروع تجاري يتواجد في سوق وبيئة مفتوحة فإنه يحتّم عليه التواصل مع أطراف تساعده أو تدعم بقاءه. ويجب أن نميّز أنّ الشركاء الذين يتم التعاون معهم في بدايات حياة الشركة يختلفون عن الشركاء في مراحل متقدمة من حياتها. ومن الشركاء الضروريين جميع الهيئات الحكومية التي يفترض الحصول على ترخيص منها أو التواصل المستمر للبقاء تحت رقابتها أو رخصة منها بمزاولة النشاط.

وأبسط أشكال الشراكات التعاقد مع موردين في مجال الإنتاج لتوريد المواد الأولية، وكذلك على موزعين لتصريف الإنتاج وبيعه في حالة عدم الرغبة بالاعتماد على نفسها وفتح منافذ البيع الخاصة بها.

في حين أنّ الأمور تصبح أكثر تعقيداً مستقبلًا للدخول في تحالفات استراتيجية والتفكير في الشركات الغير منافسة أو المنافسة.

 

في المقال القادم من رحلة رائد، سنتناول بعض العناصر المتبقية في نموذج العمل التجاري والتي تساعدنا في الوصول إلى تصور كامل عن نشاط الشركة التي نريد إنشائها، فتابعونا…

 

تابع سلسلة رحلة رائد:
1- كيف نبدأ؟
2- من أين تأتي أفكار المشروعات الناجحة؟ وكيف يمكن أن نطور الفكرة الأولية لتناسب احتياج السوق؟

المصدر: إدارك


0 Comments

ما رأيك؟ قم بالتعليق

%d مدونون معجبون بهذه: