الخوف من الفشل
الخوف من الفشل

الخوف المستمر من الفشل – هل يحمي أم يؤذي رائد الأعمال ؟


الخوف من الفشل هو الشبح الذي يطارد رواد الأعمال ، من خسارة العملاء الرئيسيين إلى نفاد الأموال ، بالنسبة إلى رواد الأعمال ، النجاح ليس في تغييب مشاعر الخوف، ولكن القدرة على الثبات.

تشير دراسات جامعة هارفارد إلى أن ما يقرب من 75% من المشاريع تفشل في غضون 10 سنوات، إما بسبب قرارات خاطئة نابعة من غياب الخوف، أو زيادة الخوف الذي يؤدي إلى محاولة تجنب المخاطرة.

يقول حمدي أوكايا ، رائد الأعمال التركي والرئيس التنفيذي لشركة الزبادي شوباني، عما إذا كان خائفًا في أي وقت مضى أثناء بناء أعماله التجارية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات اليوم. فأجاب: “كل يوم ، لأنني إذا فشلت، سيتأثر بذلك مستقبل الكثير من الأرواح”.

 

 

افشل .. لكن انهض سريعاً

توصي استراتيجية الشركة الناشئة المرنة أو Lean Startup رواد الأعمال بالتعلم من المحاولة “افشل كثيراً لا يهم، لكن انهض سريعاً”.

لكن الحقيقة أن لا أحد يريد أن يفشل، الحقيقة الأخرى، أنه ليس هناك الكثير من الناس الذين لديهم القدرة على تحمل الفشل. من الحماقة التفكير أصلاً في سهولة تجاوز الفشل.

فالفشل في تأسيس عمل خاص قد يؤدي إلى الإفلاس، الاكتئاب، فقدان بعض الممتلكات، أو حتى الوصمة الاجتماعية. فبحسب أبحاث جامعة هارفارد، فإن الخوف هو المثبط الأول لرواد الأعمال. لا يمكن أن نمنع الشعور بالخوف، لكن يمكن أن نحوله لمحفز.

 

رأي رواد الأعمال

التقت كلية هارفارد لإدارة الأعمال مع 65 من رواد الأعمال في المملكة المتحدة وكندا. وقد أنشأ البعض شركات، وكان البعض الآخر في المراحل الأولى من تطوير أعمالهم. وحددوا الخوف من الفشل كرد فعل عاطفي مؤقت لتهديد الإنجاز المحتمل. الخوف من الفشل هو حالة وليس سمة.

حدد البحث سبعة مصادر للخوف. تم طرحها مرارًا وتكرارا من قبل 65 من رواد الأعمال وتم التحقق من صحة ذلك من خلال مزيد من البحوث:

  1. الأمن المالي
  2. القدرة على تمويل المشروع
  3. القدرة الشخصية / احترام الذات
  4. إمكانات الفكرة
  5. التقدير الاجتماعي
  6. قدرة المشروع على التنفيذ
  7. تكاليف الفرص الضائعة

بحسب الدراسة نفسها، فإن أغلب رواد الأعمال الذين كانوا يشعرون بخوف نابع من الأمن المالي، وعدم القدرة على إيجاد تمويل بالإضافة إلى تكاليف الفرص الأخرى التي يضحون بها من أجل مشروع خاص، كان هذا الخوف محركاً إيجابياً لهم. عكس البقية الذين كانوا يشعرون بخوف نابع من شكوكهم في قدراتهم الشخصية وهو ما أثر عليهم بالسلب.

 

كيف يتمكن رواد الأعمال من التعامل مع تلك المخاوف؟

1- التحكم الذاتي في المشاعر

الذكاء العاطفي هو مزيج من وعي الفرد بمشاعره والقدرة على التحكم في تأثيرها على سلوكه. إذا كنت في حالة مزاجية سيئة لمدة أقل من أسبوع ونظرت إلى ما حققته، فلن ترى سوى الأشياء السلبية، في الواقع الأمر لا يتعلق بما تنجزه، ولكنه يرتبط بحالتك العاطفية الداخلية التي ليس لها علاقة بالعمل.

فقد تكون الأمور تسير على ما يرام، لكنك لا تستطيع رؤية ذلك، ما يحفزك على كبح جماح هذه المشاعر، أن تضع نُصب عينيك أنها زائلة، لكن القرارات السيئة التي قد تتخذها بسبب تلك المشاعر، هي التي سوف يبقى أثرها السيء. استخدم هذا الوعي للحد من آثار هذه المشاعر على قراراتك.

 

 

2- استخدم الخوف في حل المشكلات

أحد رواد الأعمال يقول: إن الخوف قد جعلني أبحث بنشاط عن العيوب والضعف والقيام بشيء حيال معالجة النواقص.الخوف كان المحفز الأساسي لذلك، يمكننا استخدام هذا الخوف لصالحنا، أي أننا يمكننا أن نقول أن الطريقة الأفضل للحد من الخوف هي استخدامه.

الغريزة هي التي تجعلنا نتخذ مواقف وأفعال سريعة وفعالة، يمكن لهذه العواطف أن تساعد رواد الأعمال في القضاء على نقاط الضعف.

يدفعني الخوف إلى العمل بجدية أكبر، والاهتمام بما أقوم به أكثر وأكثر، وتثقيف نفسي لأكون أفضل ما أستطيع. التعلم هو ترياق قوي للخوف من الفشل، ويساعد على التخفيف من شكوك الفرد حول نفسه بسعيه لزيادة قدراته.

 

3- طلب الدعم من أصحاب الخبرة

طلب الدعم والمشورة من شبكة علاقات تتكون من أشخاص لديهم خبرة سابقة في مجالك أو أشخاص قد خاضوا نفس التجارب من قبل، يعتبر داعماً رئيسياً لك في رحلتك في عالم ريادة الأعمال.
هذا الأمر يجعلك أكثر خبرة بالمخاطر الحقيقية، ويساعدك على الخروج بأفكار أفضل وإيجاد الحلول مما يزيد من ثقتك في قراراتك..

رواد الأعمال في صراع مستمر مع الخوف من الفشل، ولكن فقط الأقوياء من سيتمكنون من استخدام هذا الخوف والتعامل معه والتعامل أيضاً مع محطات الفشل .. وإيمانهم بأن النجاح رحلة وليست محطة.. هؤلاء قطعاً سيصلون إلى القمة يوماً ما.

 

المصدر: Harvard Business Review


0 Comments

ما رأيك؟ قم بالتعليق

%d مدونون معجبون بهذه: